الجل سلعة استراتيجية !

b][size=e=?18] في الوقت الذي ما زالت تصنف فيه منطقتنا العربية ضمن دول العالم النامي على المستويين العلمي والاقتصادي لاسيما في ظل شبح الديون الخارجية التي وصلت إلى 136 مليار دولار، تكشف لنا دراسات متخصصة أن هناك إهدار لمليارات الدولارات في دول المنطقة على سلع وبنود اتفاق قد يصنفها البعض بأنها سلع استفزازية والملاحظ من ذلك النمط في الإنفاق والذي للأسف أصبح بصورة كبيرة فئة الشباب دافعه الأساسي حبه التقليد والتباهي غير أن الأمر الأهم أن ذلك النمط يعكس حالة من الفراغ وغياب القدوة والهدف لدي فئة كبيرة من شبابنا العربي.
ويأتي في مقدمة بنود الاتفاق الغريبة والجديدة على مجتمعاتنا العربية ملايين الدولارات التي تنفق على شراء "جل" للشعر والآيس كريم وحفلات الزفاف وأطعمة الكلاب والقطط وتدخين الشيشة.

جل الشعر
فلقد أظهرت تقديرات أن مبيعات "جل" الشعر في مصر وصلت إلى مليار جنيه سنويا لتقترب بذلك من إجمالي ما ينفقه المصريين علي الدواء والبالغة 10 مليارات جنيه سنويا.
وكشف مسئول مصري عن اهتمام الشعب المصري بـ"جل" الشعر، حيث يشتري الفقير عبوات الأرصفة التي لا تزيد علي 175 قرشاً، بينما يشتري الأثرياء العبوة المستوردة بـ 18 جنيهاً ، أي أن الجل يغزو رؤوس الشباب بصرف النظر عن مستواهم الاجتماعي .
وبتلك الأرقام المعلنة عن مبيعات "جل" الشعر فقد انضم إلى قائمة السلع الاستراتيجية.

عمليات التجميل

كما تؤكد الأرقام أن عمليات جراحة الشيخوخة، وشد الوجه، والجفون، والأنف، وتجميل الثدي، وشد البطن، بدأت تغزو دول المنطقة، حيث بلغ ما أنفقه الخليجين علي عمليات التجميل نحو 6 مليارات ريال، كان للسعوديين نصيب الأسد منها بـ 2 مليار ريال نحو نصف مليار دولار خلال عام 2006، مما يشكل 33.4% من إجمالي الإنفاق الخليجي.
وأوضح التقرير أن حجم الإنفاق السنوي العالمي على عمليات التجميل ومستحضراته بلغ أكثر من 600 مليار ريال، نال الخليجيون منه ما نسبته واحد في المائه، في حين تزايد حجم الإنفاق السنوي على عمليات التجميل في الدول العربية، ليصل في لبنان إلى 4 مليارات ريال، وفي مصر 1.5 مليار ريال.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة (مودون) للعطور ومستحضرات التجميل بالرياض عبد المحسن المقرن إن قطاع العطور ومستحضرات التجميل في دول الخليج يشهد نموا ملحوظا وانه سجل خلال هذا العام زيادة قدرها 15% عن العام الماضي.

رنات المحمول

رنات المحمول أصبحت تجارة واعدة تغزو السوق بأرباح خيالية، حيث يقدر حجمها بمليارات الدولارات.
فالشبان من مستخدمي المحمول يجدون فيها فرصة لاستعراض أذواقهم الموسيقية. أما شركات بيع الموسيقى وتقديم خدمة المحمول فتجد فيها فرصة لإقامة سوق محمية من القرصنة لتسويق الأغاني والأغاني المصورة وغيرها من وسائل الترفيه على أجهزة الهاتف المحمول
وينفق المصريون وفق دراسة حديثة للمركز القومي للاتصالات نحو 186 مليون جنيه ( 33 مليون دولار) سنويا على نغمات ورسائل المحمول ، حيث تتنوع هذه الرسائل بين الصور، ومقاطع من الفيديو كليب التي يتناقلها الشباب فيما بينهم.
وعلي المستوى العالمي أفادت بيانات أوردتها شركة كونسكت لدراسات السوق أن مبيعات الرنات بلغت نحو 4 مليارات دولار على مستوى العالم في عام 2004 ونحو 300 مليون دولار في الولايات المتحدة.

ورغم المعاناة من الظروف الاقتصادية التي يعيشها المواطن المصري إلا أن الشعب المصري لا يزال ينفق الكثير على المحادثات الهاتفية، حيث أكدت دراسة اقتصادية حديثه أن المصريون ينفقون نحو 9.5 مليار جنيه سنويا على الاتصالات الهاتفية بالهاتف المحمول وسط توقعات بأن يرتفع عدد المشتركين في الهاتف المحمول إلي‏ 38‏ مليون شخص بحلول عام ‏2011 لتصبح مصر الأولي عالميا في التعامل مع المحمول من حيث نسبة المستخدمين من إجمالي السكان‏.‏
وأكدت دراسة حديثة أعدها مركز البحوث التجارية والاقتصادية بجامعة القاهرة أنه رغم حداثة عهد مصر بالمحمول والتي لم تزد علي‏10‏ سنوات‏‏ إلا أنها تنمو بشكل سريع‏ إذ ارتفع عدد المشاركين من‏ 654‏ ألف مشترك عام ‏1999‏ إلي 5.7 مليون مشترك عام ‏2005‏ ليصل الآن كما صرح وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري طارق كامل إلي ‏25‏ مليونا.
وقد أدي انتشار المحمول إلى التأثير علي عملية الادخار التي تراجعت بنسبة ‏15% بسبب الإنفاق علي المحمول‏‏ ففي عام ‏2005 أرسل المصريون رسائل بنحو‏600‏ مليون جنيه ويتصلون يوميا بما يزيد علي‏ 22‏ مليون جنيه‏.
وأكدت دراسة أجراها مركز استطلاع الرأي بمركز معلومات مجلس الوزراء أن نفقات دردشة المصريين على الهاتف وشراء المحمول في عام 2004 تكاد تعادل نفقات علاج البطالة المتفشية بين الشباب والتي تصل إلى حوالي مليوني عاطل.

أيس كريم بـ 5.4 مليون جنيه

وكشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري حول ما تم استيراده في العام الماضي من السلع الكمالية والرفاهية، والتي وصلت إلى مليار جنيه في عام واحد.
وأشار التقرير إلى أنه تم استيراد 3 آلاف طن من الشيكولاتة بما قيمته أكثر من 43 مليون جنيه، ولبان بـ 3.5 مليون جنيه، وأيس كريم، بكميات تصل إلى 217 طنًا تقدر قيمتها بأكثر من 5.4 مليون جنيه، وزهور ونباتات زينة نحو 33 طنًا بما قيمته 743 ألف جنيه، و25 وحدة من اليخوت وقوارب النزهة.. بلغت قيمتها نحو 209 آلاف جنيه، أما الكريز فقد تم استيراده بكميات تقدر بنحو 412 طنًا، بمبلغ يصل إلى 6.2 مليون جنيه.
وكشف التقرير عن استيراد لعب أطفال بما قيمته 21 مليونًا و240 ألف جنيه.
كما تكشف الأرقام أيضاً أن المصريين مثلا ينفقون حوالي 15 مليار جنيه علي المخدرات، و13 مليارا أخرى علي الدروس الخصوصية، و3 مليارات علي الكتب الخارجية.
كما كشفت دراسة ميدانية مصرية أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن أن المصريين ينفقون على السجائر والتدخين 4 مليارات جنيه سنويا، وهو ما يعادل 3% من إنفاق الأسرة المصرية تقريبا، يضاف إليها مبلغ 2.6 مليار جنيه أخرى يجري إنفاقها على المقاهي والفنادق، في حين أن هناك 4.3 مليون أسرة يقل دخلها السنوي عن 3 آلاف جنيه [/b][/size]