الحكام المسلمين وتنظيم القاعدة
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , وبعد .....
أيها الأحبة في الله , من قيل أحداث الحادي عشر من أيلول ( سبتمبر ) ونحن نسمع عن تنظيم القاعدة لقتال اليهود والنصارى والمشركين , واشتهر هذا التنظيم وزعيمه الشيخ أسامة بن لادن السعودي الجنسية بعد تفجيرات نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2001 م , وسمعنا بوش وهو يهدد ويتوعد القاعدة ويعد بالقضاء عليه , وسمعناه لما قال إن الحرب الصليبية ستبدأ , وسمعنا كل هذا الكلام الذي لا يهز لنا رمش عين , ثم بعد ذلك رأينا التنديد من الحكام المسلمين , ورأينا مواساتهم لأمريكا المجرمة , بل ووصل التذلل لها لدرجة أن بعضهم أرسل لأمريكا المعونات بمبالغ فاقت المليارات , وهاهي فلسطين منذ عام 1948 م لم تطل من هذه المليارات إلا القليل , وحسبنا الله ونعم الوكيل , ورأينا الحكام العرب وهم يقدمون المساعدات للولايات المتحدة الأمريكية لتحارب هذا التنظيم الإرهابي الذي وصفوه بأنه تنظيم إجرامي يقتل المدنيين ولا يفرق بين صغير ولا كبير , ولا بين مدني وعسكري , ومن الجانب الآخر لو قورنت سياسة تنظيم القاعدة في حربه ضد الكفار بسياسة إسرائيل في قتالها لنا , لوجدنا أن تنظيم القاعدة حملا وديعا بالنسبة للصهاينة عليهم غضب الله , ولكن العكس سنجده مع إسرائيل فحكام المسلمين حين تفعل إسرائيل عملا إجراميا ضد المسلمين , نجد حكامنا الأعزاء ينددون , ويستسمحون السيدة إسرائيل في أن توقف عدوانها ضد المسلمين في فلسطين , ونسمع من السيد محمد حسني مبارك رئيس جمهوريتنا مصر كلاما معتادا وهو أن على إسرائيل وقف العدوان والعودة لمائدة المفاوضات ( كل شيء يتحل بالتفاوض , والحرب عمرها ما تعمل حاجة , التفاوض , التفاوض ) ونجلس على مائدة المفاوضات , ونقدم بعض التنازلات لإسرائيل ويقف العدوان , وبعدها يأتي عدوان آخر فنستسمح مرة أخرى السيدة إسرائيل في وقف عدوانها , ونرجع لنفس المائدة , مائدة الذل والهوان , ونقدم التنازلات لإسرائيل حتى ترضى سيادتها بطلبنا لها , وهكذا .......
ولو نظرنا إلى هاتين السياستين نجد أنهما سياستين خاطئتين , فالقاعدة يمكن التفاوض معها بكل سهولة لأن القاعدة مصدر تشريعها الأول والأخير الشريعة الإسلامية , لكن اليهود ليس لهم مبدأ أبدا , فهم قد خانوا العهود والمواثيق مع الله عز وجل , أفلا ينقضون مواثيقهم ومعاهداتهم معنا نحن ؟ الإجابة نعم , ونحن قد خدعنا منهم كثيرا ولكن لا أدري هل ألغيت عقولنا , أم ما الذي أصابنا , فالله يخبرنا في القرآن ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) لا يوجد بيننا عهود ولا مواثيق إلا مؤقتا فقط وليست دائمة , لأن الحرب بيننا وبينهم قائمة ليوم الدين فهم إن لم يحاربونا بالسلاح الآن , نراهم يحاربوننا بطرق كثيرة مثل الاقتصاد , والفتن كما يحدث في مصر والعراق , تقوية المعارضة على الحكام بحجة الديمقراطية , حتى أصبحت المعارضة العربية معارضة غبية جدا , تعارض كل شيء ما دام أنه من الحكومة , حتى لو كان صحيحا , أدخلوا إلينا أفكارا هدامة مثل الاشتراكية , والرأسمالية , أو الشيوعية , والليبرالية , وتدعم كل من يتبنى هذه الأفكار , نشرت الفكر العلماني فينا بحجة حق المواطنة , حتى وصلت البجاحة بأن يقف أحد زعماء أقباط المهجر , وأحد محاميهم في برنامج للمذيعة منى الحسيني على قناة دريم المصرية الفضائية ينعق ويقول بإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري والتي تنص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي في التشريع بحجة أنه لا يؤمن بالإسلام فلا يريد أن يحكم بالإسلام ونسي أنه من أقلية لا تتعدى نسبتهم 10% من التعداد السكاني في مصر أي أنه يريد منا أن نكسر إرادة 90% من الشعب لأجل سواد عيون 10 % منه , لا أدري كيف تفكر هذه العقول ؟!!!!, نجدهم أيضا يدعمون كل الحركات التي تؤدي إلى شق صفوف الشعوب , فهم في مصر دعموا الحركة البهائية كي يحدثوا بلبلة , وسط الشعب المصري , نادوا بحرية الإعلام والصحافة , وهاتين الجملتين معناهما ليس صحيحا بالمرة , فلا شيء له الحرية الكاملة إلا الله , لأن الكل يسأل عما يفعل إلا الله , ولأن الكل معرض للخطأ والنسيان إلا الله فكيف نعطي للصحافة والإعلام الحرية الكاملة وهم أكثر الأشياء التي تؤثر في المجتمع وتوجه أفكاره , فلما اتبعناهم في حرية الإعلام رأينا القنوات التي أفسدت عقولنا كشباب , مثل قنوات الأغاني والأفلام الفاسقة , والتي أفسدت معظم عقول الشباب المسلم إلا من رحم الله وكان له عونا , واتبعناهم في حرية الفكر , والصحافة , وجدنا كل من هب ودب ومعه قلم يكتب في جريدة ولا يكترث بما يكتبه ولو أن في لجان مراقبة لما يكتب لكان أفضل من أن تحدث فتنة بين الشعوب , بل وأثبتت الدراسات أن تلك الكتابات تؤثر على عقول الشباب , وتؤثر عليهم بمشاكل نفسية وعصبية , مثل الإكتئاب , وعن تجربة أحد أصدقائي امتنع عن شراء الجرائد بسبب حالات الإكتئاب التي انتابته بسببها واتجه إلى جرائد الكرة فقط , أيرضى أحد منكم , والكرة التي وضعوا لها البرامج والتحليلات وكأنها معركة حتى أصيح مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك القدوة والمثل الأعلى لأحد أصدقائي , ونجد المعارك الطاحنة بين مشجعي كل فريق والآخر , فهذه بعض الطرق التي يحاربونا بها وما خفي كان أعظم , ومع ذلك نفاوضهم , ونقسم معهم علاقات دبلوماسية . لكن مع تنظيم القاعدة ترى الحاكم من حكامنا سبع رجال بداخل رجل واحد , فتجده يسب ويلعن قائده ويتوعد التنظيم ويهدده فماذا لو تناقشنا نحن مع هذا التنظيم , بمعنى آخر , لو رأينا إجتماعا يضم كل الحكام المسلمين والعلماء مع قيادات تنظيم القاعدة وعلماؤه ليتفاوضوا فيما بينهم ويتناقشوا ويعقدوا صلحا وتوافقا مع بعضهم البعض , فكلنا ندين بدين واحد وهو الإسلام فلما الفرقة وكلنا عقيدتنا واحدة , عقيدة أهل السنة والجماعة , وأعطي للقارئ سؤالا , الشيخ أسامة بن لادن زعيم هذا التنظيم سعودي الجنسية , ومن أغنى أغنيائها هو وعائلته بل عائلة بن لادن تعتبر العائلة الثانية بعد العائلة المالكة ( عائلة الملك عبد العزيز رحمه الله ) فالرجل اختار الجهاد والآخرة , عن الدنيا وملذاتها , كل هذا لنصرة دينه فيكفيه شرفا أنه ترك كل الحياة المرفهة وكل الترف لينصر دينه ( حتى ولو كان مخطئا ) , وها هو الدكتور أيمن الظواهري المصري الجنسية , والرجل الثاني في التنظيم , فهو طبيب والطبيب في مصر هو أعلى الطبقات الإجتماعية , وعائلته عائلة مرموقة جدا في مصر , وهو من سكان حي المعادي بالقاهرة والكل يعلم هذه الطبقة , فهؤلاء باعوا دنياهم , واشتروا الآخرة لنصرة هذا الدين , لا يريدون انتصارا لأنفسهم ولا لأي شيء آخر إلا لنصرة الإسلام , وها هي اسرائيل تفعل ما تفعل لتنصر نفسها , فلما يقال عليها لها حق الدفاع عن نفسها , وللقاعدة تنظيم إجرامي وارهابي يهدف لقتل الأبرياء , من الممكن أن يكون تنظيم القاعدة مخطئ , فلما لا نناقشه ونتفاوض معه , وهو أولى من التفاوض مع اسرائيل , لأن حربنا مع اسرائيل لن تنتهي حتى قيام الساعة , فلا تستحق منا تضييع الوقت من أجل التفاوض معها , لكن القاعدة تنظيم مسلم له ما لنا , وعليه ما علينا , فلابد أن نتناقش معه ونتصالح لأن كلنا أخوة , ولنعمل بحديث رسول الله ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) فإن كان القاعدة ظالما فلابد أن نتفاوض معه حتى يكف عن ظلمه , وإن كان مظلوما نناصره وندعمه ونؤازره .
موضوع: الحكام المسلمين وتنظيم القاعدة 
الأربعاء ديسمبر 19, 2007 12:32 pm
